×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ بِالشُّهَدَاءِ أَنْ نَنْزِعَ عَنْهُمْ الْحَدِيدَ وَالْجُلُودَ وَقَالَ: «ادْفِنُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ وَثِيَابِهِمْ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَه.

 

فهذا فيه: تحذير للمسلمين من معصية ولي الأمر في كل شيء ليس فيه معصية، تجب طاعة ولي الأمر في كل أمر ليس فيه معصية، ولا تجوز مخالفته، لا سيما رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله رحمه الله: «عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ بِالشُّهَدَاءِ أَنْ نَنْزِعَ عَنْهُمْ الْحَدِيدَ وَالْجُلُودَ»»، هذا هو الشاهد: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بشهداء أحد رضي الله عنهم أن ينزع عنهم الحديد وآلة الحرب، وتترك عليهم ثيابهم يدفنون فيها.

«وقال: «ادْفِنُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ وَثِيَابِهِمْ»»، بدمائهم التي سالت على إثر الاستشهاد في سبيل الله، وثيابهم التي قُتِلَوا فيها؛ ليبقوا على صورتهم يوم أن قُتِلَوا، ويبعثهم الله يوم القيامة على هذه الصورة المشرفة، الصورة العظيمة.

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لما سمع قوله تعالى: ﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا [آل عمران: 152]، قال: «مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ فِيَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا يُحِبُّ الدُّنْيَا حَتَّى نَزَلَتْ: ﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ [آل عمران: 152]» ([2]).


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3134)، وابن ماجه رقم (1515)، وأحمد رقم (2217).

([2])أخرجه: ابن أبي شيبة في مسنده رقم (430).