وَعَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: «زَمِّلُوهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ»، وَجَعَلَ يَدْفِنُ فِي
الْقَبْرِ الرَّهْطَ
قوله رحمه الله:
«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: «زَمِّلُوهُمْ
فِي ثِيَابِهِمْ»»، يعني: ادفنوهم في ثيابهم، ولا تنزعوها عنهم.
«وَجَعَلَ يَدْفِنُ
فِي الْقَبْرِ الرَّهْطَ وَيَقُولُ: «قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا»»، لما كان الشهداء
كثيرين، يشق على الصحابة أن يحفروا لكل واحد قبر، فأمر صلى الله عليه وسلم أن يدفن
في القبر أكثر من واحد؛ تيسيرا على المسلمين في هذا اليوم.
دلَّ: على جواز ذلك،
إذا كثر الموتى أو القتلى، وشق أن يحفر لكل واحد قبر، فإنهم يدفنون دفنًا جماعيًا؛
الاثنين والثلاثة في قبر واحد؛ تسهيلاً على المسلمين.
وأيضًا يقدم إلى
القبلة أفضلهم أخذا لكتاب الله، يقدم حفظة القرآن على غيرهم - لفضلهم - إلى
القبلة.
«زَمِّلُوهُمْ فِي
ثِيَابِهِمْ»، يعني: ادفنوهم في ثيابهم، زَمِّلُوهُم، يعني: غطوهم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلۡمُزَّمِّلُ ١ قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا
قَلِيلٗا﴾ [المزمل: 1- 2]، المزمل: هو
المتغشي بثيابه، النائم المتغطي.
«وَجَعَلَ يَدْفِنُ فِي الْقَبْرِ الرَّهْطَ»، الرهط: هو القوم من ثلاثة إلى تسعة، يسمون رهطًا، ويسمون بضعًا، البضع من الثلاثة إلى التسعة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد