وَعَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
إلَى قَبْرٍ رَطْبٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ
وَصَفُّوا خَلْفَهُ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا» ([1]).
انتهى المصنف من ذكر
الصلاة على الغائب، انتقل إلى الصلاة على القبر، فمن لم يحضر الميت قبل دفنه، فإنه
يصلي على قبره إذا دفن.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم إلَى قَبْرٍ رَطْبٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَصَفُّوا خَلْفَهُ وَكَبَّرَ
أَرْبَعًا»»، «انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »، يعني: وصل، وصل
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبر رطب، يعني: قريب الدفن، لم ييبس من الرش؛
لأن القبر يرش، إذا فُرِغَ منه يرش؛ لئلا يتطاير غباره، ويبقى أثر الماء عليه إلى
مدة قريبة.
فهذا دليل: على أن
الرسول صلى الله عليه وسلم أدرك هذا القبر قبل أن ييبس الرش الذي عليه، فصلى
بأصحابه على هذا القبر.
«انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى قَبْرٍ رَطْبٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَصَفُّوا خَلْفَهُ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا»، فدل: على أن القبر يصلى عليه، سواء صلوا جماعة أو فرادى لمن فاته الصلاة عليه قبل الدفن.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1336)، ومسلم رقم (954).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد