- وَإِنَّ
عَيْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَتَذْرِفَانِ - ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ
غَيْرِ إمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ .
«وَإِنَّ عَيْنَيْ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَتَذْرِفَانِ»، حينما أخبر بهذا بكى صلى
الله عليه وسلم، فدل على أن البكاء ليس ممنوعًا؛ لأنه ينبئ عن الرحمة، وأيضًا هو
لا حيلة للإنسان في منعه.
«ثُمَّ أَخَذَهَا
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ»، أخذها خالد رضي
الله عنه، هؤلاء الثلاثة أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم واحدًا بعد واحد؛ قال: «عَلَيْكُمْ
زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ، فجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيبَ
جَعْفَرٌ، فعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ الأَْنْصَارِيُّ» ([2])، انتهى الذين ولاهم
النبي صلى الله عليه وسلم الراية رضي الله عنهم، أخذها خالد بن الوليد رضي الله
عنه، وهو لم يؤمر، لكنه إنقاذ للمسلمين، فدل على أنه إذا حصل على المسلمين شدة،
فإنهم يتصرفون مع العدو، وإن كان الإمام لم يأذن لهم، يتصرفون فيما ينقذهم، ولو
كان الإمام لم يأذن لهم.
«ثُمَّ أَخَذَهَا
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ»، فأنقذ الله
المسلمين على يده من الكفار، لحسن سياسته في الحرب وشجاعته رضي الله عنه.
***
([1])أخرجه: البخاري رقم (1246).
الصفحة 4 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد