وَعَنْ أَبِي
أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم: «أَنَّ السُّنَّةَ فِي الصَّلاَةِ عَلَى الْجِنَازَةِ أَنْ
يُكَبِّرَ الإِْمَامُ ثُمَّ يَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكتاب بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ
الأُْولَى سِرًّا فِي نَفْسِهِ، ثُمَّ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم وَيُخْلِصَ الدُّعَاءَ لِلْجِنَازَةِ فِي التَّكْبِيرَاتِ ، وَلاَ يَقْرَأَ
فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ، ثُمَّ يُسَلِّمَ سِرًّا فِي نَفْسِهِ» ([1]). رَوَاهُ
الشَّافِعِيُّ فِي مُسْنَدِهِ.
لأجل أن يعلم الناس
أنها سنة، أن قراءتها سنة، يعني: سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس المراد سنة
يعني مستحبة؛ بل إذا قالوا: «من السنة كذا»»، فمعناه سنة الرسول صلى
الله عليه وسلم.
قوله رحمه الله:
«وَالنَّسَائِيُّ وَقَالَ فِيهِ: «فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكتاب وَسُورَةٍ
وَجَهَرَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: سُنَّةٌ وَحَقّ»»، أما قراءة سورة مع
الفاتحة، هذا فيه نظر، أما قراءة الفاتحة، فهي ركن من أركان الصلاة على الجنازة،
لا بد منها.
وهذا -أيضًا- فيه:
أن الفاتحة تقرأ في الصلاة على الجنازة بعد التكبيرة الأولى، ثم يكبر الثانية،
ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويكبر الثالثة، فيدعو للميت، ثم يكبر
الرابعة، ويسلم بعدها مباشرة.
هذه صفة الصلاة على الجنازة: أربع تكبيرات، كل تكبيرة يأتي بعدها ركن من أركان الصلاة على الجنازة، الأولى: بعدها ركن قراءة الفاتحة، والثانية: بعدها ركن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والثالثة: فيها ركن الدعاء للميت، والرابعة: بعدها ركن التسليم من الصلاة،
([1])أخرجه: الشافعي في مسنده (ص: 359).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد