×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: مَرَّتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِنَازَةٌ تَمْخَضُ مَخْضَ الزِّقِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ الْقَصْدَ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ .

وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّا لَنَكَادُ نَرْمُلُ بِالْجِنَازَةِ رَمَلاً» ([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ .

 

قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: مَرَّتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِنَازَةٌ تَمْخَضُ مَخْضَ الزِّقِّ»، يسرعون بها، «تَمْخَضُ»: يسرعون بها، حتى إن الجنازة يحصل عندها ارتجاج.

قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: مَرَّتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِنَازَةٌ تَمْخَضُ مَخْضَ الزِّقِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ الْقَصْدَ»»، يعني: القصد في المشي؛ لا إسراع شديد، ولا تباطؤ، القصد: التوسط ىعني.

«وَإِنَّا لَنَكَادُ نَرْمُلُ بِالْجِنَازَةِ رَمَلاً»: الرمل هو الإسراع مع تقارب الخطى.

فدل: على الإسراع بالجنازة، لا يتباطأ بها؛ لأنه إما خير تقدم إليه - إن كانت صالحة -، ولا تحبس عنه، وإن كانت غير ذلك، يسلم الذين يحملونها من إثمها؛ «شَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ» ([3]).


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (19640).

([2])أخرجه: النسائي رقم (1913)، وأحمد رقم (20375).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1315)، ومسلم رقم (944).