×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

الله جل وعلا قال في القرآن: ﴿أَمۡ لَمۡ يُنَبَّأۡ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ٣٦ وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ ٣٧ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ ٣٨ وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ [النجم: 36- 39]، لا ينفعه سعي غيره، ولا عمل غيره، ولا عبادة غيره، لا ينفعه إلا ما قدم لنفسه في حياته من طاعات الله سبحانه وتعالى، ولكن يستثنى من ذلك ما صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ»، وهي الوقف الذي يوقف أجره للميت، سواءً وقفه الميت قبل موته، أو وقفه له أحد.

«أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ»؛ ورث علمًا ينتفع به الناس، كان عالمًا، ونشر العلم، وعلم الناس، أو اشترى كتبًا علمية، وأوقفها، هذا من نشر العلم، إذا اشترى كتبا من كتب السنة، كتب الفقه، وأوقفها أو وزعها، فهذا من نشر العلم، يستمر أجره عليه، أو علم علمًا، وصار له تلاميذ وتلاميذ تلاميذ، وهكذا يجري عليه أجره بعد موته.

«أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1])؛ الولد الصالح يصل دعاؤه، وينفع والده في قبره؛ لأنه من عمل الأب، الأب هو الذي خلف هذا الولد، وسعى في وجوده، وصار صالحًا.

فهذا فيه الحث على هذه الثلاث:

على إيقاف الأوقاف على سبيل البر.

وفيه؛ نشر العلم إما بالتعليم، وإما بنشر الكتب النافعة المفيدة بطباعتها، بشرائها وتوزيعها.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1631).