×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ الأَْسْوَدِ، بنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» ([1]). رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ.

وَعَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلمٍ وَلاَ مُسْلِمَةٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُهَا، وَإِنْ قَدُمَ عَهْدُهَا، فَيُحْدِثُ لِذَلِكَ اسْتِرْجَاعًا، إلاَّ جَدَّدَ اللَّهُ تبارك وتَعَالَى، لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَأَعْطَاهُ مِثْلَ أَجْرِهَا يَوْمَ أُصِيبَ» ([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ.

 

فله مثل أجر المصاب، إذا صبر، المعزي له مثل أجره في الثواب.

«فَيُحْدِثُ لِذَلِكَ اسْتِرْجَاعًا»، الذي هو قول: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ [البقرة: 156]، فكلما تذكر المصيبة - ولو كانت قديمة -، فإنه يقول: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ [البقرة: 156]، فيحصل له بذلك الأجر من الله عز وجل.

مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة وهي جالسة عند قبر ابنها تبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها - ولم تعرفه -: «اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي» قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» ([3]).


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (1073)، وابن ماجه رقم (1602).

([2])أخرجه: ابن ماجه رقم (1600)، وأحمد رقم (1734).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1283)، ومسلم رقم (926).