×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: أُصِيبَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلْتُ أَبْكِي، فَجَعَلُوا يَنْهَوْنِي  وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَنْهَانِي فَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ تَبْكِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَبْكِينَ أَوْ لاَ تَبْكِينَ مَا زَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ» ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

 

جابر بن عبد الله بن حرام رضي الله عنهما أصيب أبوه يوم أحد، في وقعة أحد قتل عبد الله بن حرام رضي الله عنه، من أفاضل الأنصار قتل يوم أحد، فجعل ابنه جابر رضي الله عنه يبكي عليه، الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليه البكاء، لم ينكر على جابر رضي الله عنه بكاءه على أبيه، فدل على أن البكاء لا بأس به.

«أُصِيبَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلْتُ أَبْكِي، فَجَعَلُوا يَنْهَوْنِي وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَنْهَانِي»، ينهونه عن البكاء، والرسول صلى الله عليه وسلم لا ينهاه، دل على جواز البكاء؛ لأن الإنسان لا يقدر أن يمنع البكاء، وأيضًا هو من الرحمة، وليس من الجزع.

«فَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ تَبْكِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَبْكِينَ أَوْ لاَ تَبْكِينَ مَا زَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ»»، قال لها صلى الله عليه وسلم: «تَبْكِينَ أَوْ لاَ تَبْكِينَ مَا زَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا»؛ من كرامته على الله سبحانه وتعالى، حتى رفع من مكانه، فهذا تعزية لهم، وبشارة لهم في مكانة عبد الله بن حرام رضي الله عنه.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1244)، ومسلم رقم (2471).