وَعَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم فَبَكَتْ النِّسَاءُ فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ،
فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ وَقَالَ: «مَهْلاً يَا
عُمَرُ» ، ثُمَّ قَالَ: «إيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ»، ثُمَّ قَالَ:
«إنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنْ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ فَمِنْ اللَّهِ عز وجل وَمِنْ الرَّحْمَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ الْيَدِ
لما ماتت زىنب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وكانت تحت أبي العاص بن أبي الربيع رضي الله عنه، لما ماتت رضي
الله عنها، جعل النساء يبكين عليها رضي الله عنها، فعمر رضي الله عنه لغيرته جعل
يضربهن.
فالنبي صلى الله
عليه وسلم قال: «دَعْهُنَّ»؛ لأن البكاء ليس بممنوع، إنما الذي يمنع عمل
اليد بلطم الخدود وشق الجيوب، واللسان بدعوى الجاهلية والنياحة على الميت.
«ثُمَّ قَالَ:
«إيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ»»، يعني: النياحة؛ رفع الصوت
بالبكاء والتأسف، وتعداد محاسن الميت، هذا نعيق الشيطان، ﴿ٱلَّذِي
يَنۡعِقُ بِمَا لَا يَسۡمَعُ﴾ [البقرة: 171]، ﴿يَنۡعِقُ﴾ يعني: يرفع صوته.
«ثُمَّ قَالَ: «إنَّهُ
مَهْمَا كَانَ مِنْ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ فَمِنْ اللَّهِ عز وجل »»، ما كان من العين من
البكاء، ومن القلب من الحزن، فهذا من الله عز وجل، ولا يلام الإنسان عليه.
«وَمَا كَانَ مِنْ الْيَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنْ الشَّيْطَانِ»، هذا هو النياحة، ما كان من اليد؛ من لطم الخدود وشق الجيوب، فهذا من الشيطان.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد