×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ يَعُودُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَابِتٍ فَوَجَدَهُ قَدْ غُلِبَ، فَصَاحَ بِهِ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ: «غُلِبْنَا عَلَيْك يَا أَبَا الرَّبِيعِ». فَصَاحَ النِّسْوَةُ وَبَكَيْنَ، فَجَعَلَ ابْنُ عَتِيكٍ يُسَكِّنُهُنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَ فَلاَ تَبْكِيَنَّ بَاكِيَةٌ». قَالُوا: وَمَا الْوُجُوبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْمَوْتُ» ([1]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ .

 

ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ [آل عمران: 152]، فدارت المعركة من جديد، وحصل بالمسلمين ما حصل، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم ناله ما ناله، هشم المغفر على رأسه صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، وسقط صلى الله عليه وسلم في حفرة. كله بسبب هذه المعصية التي وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم؛ حيث خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.

﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ [آل عمران: 152]، دارت المعركة من جديد، فحصل على المسلمين ما حصل في وقعة أحد، وهذا بسبب معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.

هذا دليل: على أن البكاء لا بأس به، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عتيكٍ رضي الله عنه:

«دَعْهُنَّ»، يعني: يبكين، «فَإِذَا وَجَبَ»، ىعني: انتهى الأجل، ومات الميت، «فَلاَ تَبْكِيَنَّ بَاكِيَةٌ»، إنما عند أول المصيبة وعند


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3111)، والنسائي رقم (1846).