×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ مِنَّا  مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ» ([1]).

وَعَنْ أَبِي بردة قَالَ: «وَجِعَ أَبُو مُوسَى وَجَعًا فَغُشِيَ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ، فَصَاحَتْ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِيءَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيءَ الصَّالِقَةِ، وَالْحَالِقَةِ، وَالشَّاقَّةِ» ([2]).

 

«لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ»، «لَيْسَ مِنَّا» هذه الكلمة ترد كثيرًا في الوعيد؛ «لَيْسَ مِنَّا مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا»، ليس معناه أنه يكفر، ويخرج من الدين لا، معناه ليس على سنتنا، ليس على طريقتنا، هذه الأمور.

قوله رحمه الله: ««لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّة»»، يعني: قول وفعل، قول بدعوة الجاهلية، وضرب الخدود وشق الجيوب، هذا من أفعال الجاهلية، وهذه هي النياحة.

«فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِيءَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »؛ لأن الرسول قال: «لَيْسَ مِنَّا» هذه براءة.

«فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيءَ مِنْ الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ»، الصَّالِقَةِ: التي ترفع صوتها عند المصيبة.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1297)، ومسلم رقم (103).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1296)، ومسلم رقم (104).