عَنْ جَابِرٍ رضي
الله عنه قَالَ: «أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّه بْنَ أُبَيٍّ
بَعْدَ مَا دُفِنَ فَأَخْرَجَهُ فَنَفَثَ فِيهِ مِنْ رِيقِهِ وَأَلْبَسَهُ
قَمِيصَهُ» ([1]).
قوله رحمه الله: «لغرضٍ صحيح»؛
كأن يخاف عليه من الماء يتسرب إلى قبره، يخاف عليه أن ينبش، فإذا كان هناك غرض
صحيح، فإنه ينقل من قبره.
عبد الله بن أُبَيٍّ
رأس المنافقين، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الرسول حليم صلى
الله عليه وسلم حريص على أمته، حتى المنافقين كان حريصًا عليهم؛ يحسن صحابتهم،
يحسن صحابة أصحابه، ولو كانوا منافقين.
الله جل وعلا قال له: ﴿ٱسۡتَغۡفِرۡ
لَهُمۡ أَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ﴾، يعني: المنافقين، ﴿إِن
تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ سَبۡعِينَ مَرَّةٗ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 80]. قال صلى الله عليه
وسلم: «لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ يُغْفَرُ لَهُ
لَزِدْتُ عَلَيْهَا» ([2]). من حرصه صلى الله
عليه وسلم على أمته فكان حسن الصحبة، حتى مع المنافقين، ومنهم عبد الله بن
أُبَيٍّ.
وكان عبد الله بن أُبَيٍّ له ولد صالح صحابي جليل اسمه عبد الله بن عبد الله رضي الله عنه، وكان رجلاً صالحًا، ويحب الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان صلى الله عليه وسلم يراعى فيه ابنه أيضًا.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1270).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد