عَنْ ابْنِ عُمَرَ
رضي الله عنهما قَالَ: «صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ لاَ
يَزِيدُ فِي السَّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ
كَذَلِكَ» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
وَعَنْ يَعْلَى
بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: ﴿فَلَيۡسَ
عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَقۡصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ إِنۡ خِفۡتُمۡ أَن
يَفۡتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْۚ﴾ [النساء: 101]. فَقَدْ أَمِنَ
النَّاسُ، فَقَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا
عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ» ([2]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ.
كان الرسول صلى الله
عليه وسلم وخلفاؤه - أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم - لا يزيدون على ركعتين في
الرباعية، يعني: لا يتمون الصلاة الرباعية، فدل على أن الأفضل القصر في الصلاة
الرباعية، وأن هذا استمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الخلفاء رضي الله
عنهم عملوا به.
«صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ»، يعني: أن الله خفف عنكم، فاقبلوا من الله تخفيفه، فيجوز القصر، وإن لم يكن هناك خوف، وكان أمن، وهذا من فضل الله على عباده؛ لأن السفر مظنة المشقة، والمسافر بحاجة إلى التخفيف والتيسير، فخفف الله عن المسافرين، فشرع لهم القصر.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1102)، ومسلم رقم (689).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد