×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةِ رَمَضَانَ فَأَفْطَرَ وَصُمْتُ، وَقَصَرَ وَأَتْمَمْتُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي أَفْطَرْتَ وَصُمْتُ، وَقَصَرْتَ وَأَتْمَمْتُ، فَقَالَ: «أَحْسَنْتِ يَا عَائِشَةُ» ([1]). رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ: هَذَا إسْنَادٌ حَسَنٌ.

 

هذه عائشة رضي الله عنها خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة في رمضان، وهذا مشكل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه اعتمر في رمضان، وإنما كانت عُمَره في أشهر الحج في ذي القعدة، أو عمرته التي قرنها مع حجه صلى الله عليه وسلم، أو عمرته عمرة القضية بعد الحديبية، هذه ثلاث، والرابعة: عمرته لما رجع من حنين، وأحرم من الجعرانة، ودخل الحرم محرمًا، وأدى العمرة، وكانت في شوال، عمرة الجعرانة في شوال، وبقيت العمر كلها في ذي القعدة، لم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رمضان، وإنما قال صلى الله عليه وسلم: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ مَعِي»، قاله للمرأة التي لم تتمكن من الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لها: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ مَعِي» ([2]).

ولكن الشاهد من الحديث أن عائشة رضي الله عنها كانت تصوم، والرسول صلى الله عليه وسلم مفطر، وكانت تتم الصلاة والرسول صلى الله عليه وسلم يقصر، وهذا - أيضًا - من العجائب؛ كيف يليق بعائشة رضي الله عنها أن تخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!


الشرح

([1])أخرجه: الدارقطني رقم (2293).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1863)، ومسلم رقم (1256).