×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

 وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: «كَانَ إذَا أَرَادَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ فِي السَّفَرِ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُ وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا» ([1]).

وَعَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إلَى الْعَصْرِ يُصَلِّيهِمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ سَارَ،

 

الشمس - أخر الظهر، وصلاها مع العصر جمع تأخير، وإن زالت الشمس قبل أن يرتحل، صلى الظهر فقط، ولم يجمع إليها العصر، هذه رواية.

والراوية الثانية: صلى الظهر والعصر، ثم رحل، هذا جمع التقديم.

 «وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ سَارَ»؛ جمع تقديم.

والعلماء منهم من منع الجمع بين الصلاتين، ويبقى على الأصل، وهو قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا [النساء: 103]، وهم الحنفية، كيف يجيبون عن هذا؟ يقولون: «هذا جمع صوري، وليس جمعًا حقيقيًا»، جمع صوري، ىعني: يصلي هذه في آخر وقتها والثانية في أول وقتها، فمثلاً: يؤخر الظهر إلى آخر وقتها، ثم إذا قارب وقت العصر، صلى الظهر في آخر وقتها، وصلى


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (704).