×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَكَانَ إذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاَّهَا مَعَ الْمَغْرِبِ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ.

 العصر في أول وقته، قالوا: «هذا الجمع الصوري ليس جمعا حقيقيا»، وهذا مذهب الحنفية.

والقول الثاني: ما دلت عليه الأحاديث؛ أنه يجوز الجمع، جمع التقديم وجمع التأخير؛ تيسيرًا على المسافر.

«وَكَانَ إذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاَّهَا مَعَ الْمَغْرِبِ»، إذا دخل وقت الأولى قبل أن يسافر، جمع جمع تقديم، وإذا سافر قبل دخول وقت الأولى، أخَّر الأولى، وصلاها مع الثانية جمع تأخير، هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

أما الحنفية، فلا يرون الجمع، ويقولون: «هذا جمع صوري».

إذ يرد عليهم: بأن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع في يوم عرفة بين الظهر والعصر جمع تقدىم.

قالوا: «هذا لا، من أجل النسك، ليس من أجل السفر، هذا جمع من أجل النسك؛ من أجل أن يتواصل الوقوف بعرفة»، ولكن هذا خلاف الظاهر.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1220)، والترمذي رقم (553)، وأحمد رقم (22094).