×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ،

الجمعة الأخرى من الذنوب الصغائر، وهذا كما في الحديث: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ» ([1]).

فالجمعة إذا صلاها مع الإمام، والتزم بهذه الآداب، حصل على هذا الفضل؛ أن الله يكفر ما بينها وبين الجمعة التي بعدها.

«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غسل الجنابة»، هذا يفسر المراد بالغسل أنه يراد به الغسل الكامل على جميع البدن، وليس المراد أنه يتوضأ.

«ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً»، راح، يعني: ذهب إلى صلاة الجمعة مبكرًا في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، تقرب إلى الله بذبح بدنة، يعني: بعير، وهذا أفضل القربان.

«وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً»، والبقرة أقل من البدنة، هذا في الساعة الثانية.

«وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ»، ىعني: له قرنان كامل الخلقة، وهذا أفضل أنواع الغنم.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (233).