وَعَنْ يَعْلَى
بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: «شَهِدْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَتْحَ
بَيْت الْمَقْدِسِ فَجَمَّعَ بِنَا، فَإِذَا جُلُّ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ أَصْحَابُ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُهُمْ مُحْتَبِينَ وَالإِْمَامُ
يَخْطُبُ» ([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد.
وَعَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ بُسْر رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ» ([2]).
هذا الحديث يخالف
الحديث الذي قبله في أن الصحابة الذين صلوا في بيت المقدس لما جمع بهم معاوية رضي
الله عنه بعد فتح بىت المقدس أن جُلَّهم، يعني: أكثرهم محتبون والإمام يخطب، فدل
هذا: على جواز الاحتباء، وأن الحديث الذي قبله ينهى عن ذلك وهذا يبيح فالاحتباء
جائز والإمام يخطب للحاجة، مع التحفظ.
وهذا في التخطي،
تخطي رقاب الناس يوم الجمعة والإمام يخطب؛ لأن هذا يؤذي الجالسين، فنهى عنه الرسول
صلى الله عليه وسلم.
فلما جاء رجل، تخطى
رقاب الناس والرسول صلى الله عليه وسلم يخطب، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «اجْلِسْ»،
يعني: مكانك، ولا تتخط الرقاب.
«فَقَدْ آذَيْتَ» الناس، هذه هي علة النهي عن تخطي الرقاب؛ أن فيها أذية للناس، وإشغالاً لهم عن سماع الخطبة.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1111).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد