وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ
اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ
ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ الإِْمَامُ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي
مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُْخْرَى وَفَضْلُ
ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ» ([1]). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
من عمل بهذه السنن: أنه اغتسل ليوم
الجمعة، وأنه صلى ما تيسر له قبل حضور الإمام بدون تحديد بعدد، وأنه إذا حضر
الإمام، أنصت، ثم يصلي مع الإمام صلاة الجمعة، فإنه يغفر له ما بينه وبين الجمعة
القادمة، وفضل - أي: زيادة ثلاثة أيام؛ وذلك لأن الحسنة بعشرة أمثالها، فما بين
الجمعتين سبعة أيام، والله يتفضل عليه بزيادة ثلاثة أيام تكون عشرة أيام؛ لأن
الحسنة بعشرة أمثالها.
فهذا فيه: فضل التبكير لصلاة
الجمعة، وأن القادم إلى المسجد يصلي ما تىسر له، وأنه ينصت للخطبة، وأنه يصلي مع
الإمام صلاة الجمعة، فإذا فعل هذه الأعمال، حصل على هذه الفضيلة؛ المغفرة ما بين
الجمعتين، وزيادة ثلاثة أيام.
وفي الحديث الآخر: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ» ([2])، فهذا فيه: فضل عظىم لهذه الصلاة العظيمة وحضورها.
([1])أخرجه: مسلم رقم (857).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد