وَعَنْ أَبِي
سَعِيدٍ رضي الله عنه: «أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَأَمَرَهُ أَنْ
يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ» ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَة إلاَّ أَبَا دَاوُد.
وَصَحَّحَهُ
التِّرْمِذِيُّ وَلَفْظه: «أَنَّ رَجُلاً جَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي هَيْئَةٍ
بَذَّةٍ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَأَمَرَهُ فَصَلَّى
رَكْعَتَيْنِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ» ([2]).
«أَنَّ رَجُلاً جَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
فِي هَيْئَةٍ بَذَّةٍ»، في هيئة بَذَّة، يعني: ثياب رثة، فقير، يعني: مظهر
فقير.
«فَأَمَرَهُ
فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ»، هذا حجة لمن قال:
إنه إذا دخل، يصلي تحية المسجد، ولا يجلس.
في الحديث السابق: أنه يجلس، وقد أخذ
به جمع من العلماء.
والفريق الآخر: أخذوا بهذا الحديث؛
أنه لا يجلس، وإنما يصلي ركعتين خفيفتين.
وفي الحديث: أن الإمام يكلم بعض المأمومين، وينبهه على شيء؛ كما أن المأموم له أن يكلم الخطيب، ويسأله عن شيء، وأن هذا لا يتعارض مع منع الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب.
([1])أخرجه: النسائي رقم (2536)، وابن ماجه رقم (1113)، وأحمد رقم (11197).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد