وكانت خطبته كلمات
معدودة مباركات، لم يكن يطيل الخطبة، المدار ليس على كثرة الكلام، المدار على
تأثير الخطبة، وجزالتها، ودقتها، وإفادتها، ولو كانت قليلة، قد تكون خطبة طويلة،
ولا فائدة فيها، إنها هي مجرد حشو من الكلام، أو يتكلم في أمور الدول والسياسات
التي لا طاقة للحضور فيها، ولا دخل لهم فيها، هل هم يعدلون الدول، ويعدلون سياسيات
الدول؟ !! ليس لهم دخل في أمور السياسة.
علِّمهم أمور صلاتهم
وأمور دينهم، ونبههم على ما يحتاجون إليه، أما أنك تأتي لهم بحوادث الدهر وحوادث
السياسات، هذا ليس من شأنهم، هذه خطبة سياسية، ليست خطبة جمعة، يجب التنبه لهذا.
هذا من أدلة الذين يرون صلاة الجمعة قبل الزوال، وقد أخذ به أحمد ومن ذكر من هؤلاء العلماء أنه يجوز فعلها، أو يصح فعلها قبل الزوال؛ لأن أبا بكر كان يقدمها على الزوال، ولأن عمر كان يصليها إذا زالت الشمس وهكذا؛ فالحديث يدل على جواز الأمرين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد