وَعَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سِيدَانَ السُّلَمِيُّ قَالَ: «شَهِدْتُ الْجُمُعَةَ مَعَ أَبِي
بَكْرٍ فَكَانَتْ خُطْبَتُهُ وَصَلاَتُهُ قَبْلَ نِصْفِ النَّهَارِ، ثُمَّ
شَهِدْتُهَا مَعَ عُمَرَ فَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَخُطْبَتُهُ إلَى أَنْ أَقُولَ:
انْتَصَفَ النَّهَارُ، ثُمَّ شَهِدْتُهَا مَعَ عُثْمَانَ فَكَانَتْ صَلاَتُهُ
وَخُطْبَتُهُ إلَى أَنْ أَقُولَ زَالَ النَّهَارُ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا عَابَ
ذَلِكَ وَلاَ أَنْكَرَهُ» ([1]).رَوَاهُ
الدَّارَقُطْنِيّ وَالإِْمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَة ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ
وَاحْتَجَّ بِهِ.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ سِيدَانَ السُّلَمِيُّ قَالَ: «شَهِدْتُ الْجُمُعَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ
فَكَانَتْ خُطْبَتُهُ وَصَلاَتُهُ قَبْلَ نِصْفِ النَّهَارِ»»، يعني: قبل
الزوال.
قوله رحمه الله:
««ثُمَّ شَهِدْتُهَا مَعَ عُمَرَ فَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَخُطْبَتُهُ إلَى أَنْ أَقُولَ:
انْتَصَفَ النَّهَارُ»»، يعني: زالت الشمس، بعد الزوال.
قوله رحمه الله:
««ثُمَّ شَهِدْتُهَا مَعَ عُثْمَانَ فَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَخُطْبَتُهُ إلَى أَنْ
أَقُولَ زَالَ النَّهَارُ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا عَابَ ذَلِكَ وَلاَ أَنْكَرَهُ»»، فدل هذا على جواز
الأمرين: أن تصلى قبل الزوال - كما فعل أبو بكر رضي الله عنه، أو تصلى بعد الزوال
كما فعل عمر وعثمان رضي الله عنهما.
قوله رحمه الله: «وَالإِْمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَة ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَاحْتَجَّ بِهِ»، احتج به أحمد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد