عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، اسْتَقْبَلَهُ أَصْحَابُهُ بِوُجُوهِهِمْ» ([1]). رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
هذه مسألة استقبال
الناس للخطيب بوجوههم؛ من أجل أن يستمعوا ما يقول؛ لأن الخطاب موجه إليهم، الخطبة
موجهة إليهم، فإذا أقبلوا عليه بوجوههم، فإنهم يفهمونها ويحضرونها.
أما إذا كانوا
منصرفين بوجوههم عن الخطيب، فإنهم قد لا ينتبهون له، ولا يستحضرون ما يقول.
هذا إذا كانوا
يسمعون الخطيب، وأما في الصفوف الممتدة والبعيدة، والذين لا يسمعون الخطيب، فإنه
لا يشرع لهم أنهم يستقبلونه بوجوههم؛ لعدم الفائدة من ذلك؛ بل يستقبلون القبلة، وهم
على جلستهم، واليوم - والحمد لله - مكبر الصوت يبلغ القاصي والداني في المسجد وحتى
خارج المسجد.
يستقبلونه بوجوههم
من أجل أن يستمعوا لما يقوله، ويفهموه، فإذا كانوا معرضين عنه بجنوبهم أو إلى أي
جهة كانوا، فهذا خلاف السنة.
أركان الخطبة،
الخطبة يشترط لها أركان لا تصح إلا بها:
الأول: ابتداؤها بالحمد
والثناء على الله سبحانه وتعالى.
الثاني: الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمًدا رسول الله.
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (1136).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد