وَعَنْ ابْنِ
شِهَابٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ تَشَهُّدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ: «وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ
غَوَى» ([1]). رَوَاهُمَا
أَبُو دَاوُد.
وَعَنْ جَابِرِ
بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَخْطُبُ قَائِمًا
قوله رحمه الله:
«وَعَنْ ابْنِ شِهَابٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ تَشَهُّدِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ: «وَمَنْ يَعْصِهِمَا
فَقَدْ غَوَى». رَوَاهُمَا أَبُو دَاوُد»، والغي ضد الرشد، ﴿قَد
تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ﴾ [البقرة: 256]، والغي والغواية
تكون بعد المعرفة، إذا عرف الحق، ولم يعمل، هذا غوى - والعياذ بالله - هذا غوى؛ ﴿مَا
ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ﴾ [النجم: 2].
﴿مَا
ضَلَّ﴾، يعني: ما أخطأ الطريق.
﴿وَمَا
غَوَىٰ﴾، يعني: لم يترك الطريق متعمدًا.
﴿مَا
ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ﴾، يعني: لم يترك الطريق خطأً، ولم يتركه متعمدًا صلى
الله عليه وسلم؛ بل هو على الطريق المستقيم، لم يتركه مخطئًا لا يعرفه، ولم يتركه
غاويًا بعد أن عرفه.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَائِمًا»، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائمًا، هذا من أحكم الخطبة؛ أنه يلقيها من قيام؛ لأن هذا أبلغ للحاضرين، وألا يجلس إلا للحاجة، إذا احتاج أن يجلس، يخطب وهو جالس، أما إذا كان يقدر
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1098).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد