×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَيَجْلِسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ وَيَقْرَأُ آيَاتٍ وَيُذَكِّرُ النَّاسَ» ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ وَالتِّرْمِذِيَّ.

وَعَنْهُ أَيْضًا رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ كَانَ لاَ يُطِيلُ الْمَوْعِظَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إنَّمَا هِيَ كَلِمَاتٌ يَسِيرَاتٌ» ([2]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

الحديث سكت عنه أبو داود والمنذري، وهو من رواية شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن سماك، ورجال إسناده ثقات.

وفيه: أن الوعظ في الخطبة مشروع، وأن إقصار الخطبة أولى من إطالتها، ويأتي الكلام على ذلك.

 

 على القيام، فإنه يلقيها من قيام، كان صلى الله عليه وسلم يخطب قائمًا.

«وَيَجْلِسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ»، ويجلس: هذه سنة ثانية؛ أنه يجلس بين الخطبتين، فيه أن يلقي خطبتين، يفصل بينهما بجلوس، ولا يواصل الخطبتين؛ بل يستريح بينهما.

«وَيَقْرَأُ آيَاتٍ»، وهذا فيه مشروعية قراءة آيات من القرآن في الخطبة تناسب الموضوع الذي تكلم عنه.

«وَيُذَكِّرُ النَّاسَ»، هذه الموعظة، «وَيُذَكِّرُ النَّاسَ»، هذا يدل على أن الخطبة تشتمل على موعظة محركة للقلوب.

قوله رحمه الله: «وَعَنْهُ أَيْضًا رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ كَانَ لاَ يُطِيلُ الْمَوْعِظَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إنَّمَا هِيَ كَلِمَاتٌ يَسِيرَاتٌ»»، هذا دليل:


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (862).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (1107).