وَعَنْ أُمِّ
هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رضي الله عنها قَالَتْ: «مَا أَخَذْتُ
﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ﴾ [ق: 1]، إلاَّ
عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُهَا كُلَّ جُمُعَةٍ
عَلَى الْمِنْبَرِ إذَا خَطَبَ النَّاسَ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد.
على اختصار الخطبة؛ أنه يختصرها صلى الله عليه
وسلم، ويلقيها بكلمات معدودات مباركات؛ كما في الحديث.
فليس الشأن في إطالة
الخطبة مع قلة الفائدة منها والإملال للحاضرين، إنما الشأن في التأثير، والتأثير
يكون بالكلام اليسير المؤثر المحرك للقلوب، وهكذا كانت خطب النبي صلى الله عليه
وسلم.
أم هشام بنت الحارث
رضي الله عنها تقول: «مَا أَخَذْتُ ﴿قٓۚ
وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ﴾»، ىعني: هذه السورة، ما
أخذتها، يعني: ما حفظتها، إلا من لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها كل
جمعة على المنبر، فدل على أنه يقرأ من القرآن في الخطبة، وأنه إذا قرأ من ﴿قٓۚ﴾ فقد اقتدى - أيضًا -
بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ لما في سورة ﴿قٓۚ﴾ من التذكير والوعظ
والرد على الكفار والمشككين في البعث والنشور، مؤثرة، سورة ﴿قٓۚ﴾ مؤثرة جدًّا، فيها
ذكر الموت، وسكرات الموت، فيها مواعظ عظيمة سورة ﴿قٓۚ﴾.
وأما أن قولها: أنها أخذتها من لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقرؤها كاملة في خطبة الجمعة، لا، لا يقرؤها كاملة، وإنما كان يقرأ
([1])أخرجه: مسلم رقم (873).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد