فَحَمِدَ اللَّهَ
وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ، ثُمَّ قَالَ:
«أَيُّهَا النَّاسُ إنَّكُمْ لَنْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تُطِيقُوا كُلَّ مَا
أُمِرْتُمْ وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد
أو سيف؛ لأن هذا أثبت له يعينه على القيام، فإذا
لم يكن بيده شيء يستصحبه معه، فإنه يمسك بحرف المنبر، ويعتمد عليه.
قوله: «فَحَمِدَ اللَّهَ
وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ»، لاحظ! خطبة الرسول
صلى الله عليه وسلم كلمات، ليست بكلام طويل، ممل، لا فائدة فيه، حشو من الكلام، أو
ليس في موضوع الخطبة، ولا يؤثر في الناس؛ بل يسرح الخطيب في أمور بعيدة عن محيط
الحاضرين، هذه ليست خطبة.
قوله: «كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ»، كلمات، يعني: أنها
يسيرة، خفيفات على السامع - أيضًا -.
قوله: «طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ»، طيبات مباركات؛
لأنهن من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل كلامه صلى الله عليه وسلم طيب.
فينبغي للخطباء أن
يقتدوا بهذا؛ أن يأتوا بالكلمات الخفيفات اليسيرات المؤثرة المفيدة، ليس بلازم أن
يطيل ساعة، ساعة ونصف، وهكذا.
«ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إنَّكُمْ لَنْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تُطِيقُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا»»، سَدِّدُوا، ىعني: احرصوا على الإصابة؛ لأن المهم الإصابة، إصابة السنة، ليس المهم أنك تكثر العمل، ولكن المهم أنك تصيب السنة، وتحرص على إصابة السنة،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1096)، وأحمد رقم (17856).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد