×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.

وَالْمَئِنَّةُ: الْعَلاَمَةُ وَالْمَظِنَّةُ.

وَعَنْ جَابِرٍ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَصْدًا، وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا» ([2]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ وَأَبَا دَاوُد.

 

 هذا هو التسديد، وإذا لم تستطع التسديد، فقارب، يعني: قارب التسديد، والذي يقارب التسديد مثل الذي يسدد؛ لأنه اجتهد، وحاول، سددوا وقاربوا.

«إنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ»، يعني: صلاة الجمعة.

«وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ»، يعني: علامة على فقهه، يعني: على فهمه للسنة، وعمله بها، فدل: على أن تقصير الخطبة وإطالة الصلاة هذا من الفقه في الدين.

وأما من عكس - كما هو حال بعض الخطباء اليوم، الخطبة ساعة ونصف أو أكثر، والصلاة لا تستغرق ثواني، يخففها جدًّا، ويقرأ فيها قراءة يسيرة -، هذا خلاف السنة، هذا خلاف السنة!

يعني: يقتصد فيهما، قصدًا، ىعني: يقتصد في الصلاة، ولا يطيلها إطالة هذا يبين الحديث الذي قبله: أن طول الصلاة المراد به الإطالة المناسبة، وأما الإطالة الشاقة، فلا.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (869).

([2])أخرجه: مسلم رقم (866).