وَعَنْ عَمَّارِ
بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: «إنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ
فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
وَالْمَئِنَّةُ:
الْعَلاَمَةُ وَالْمَظِنَّةُ.
وَعَنْ جَابِرٍ
بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم قَصْدًا، وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا» ([2]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ وَأَبَا دَاوُد.
هذا هو التسديد، وإذا لم تستطع التسديد، فقارب،
يعني: قارب التسديد، والذي يقارب التسديد مثل الذي يسدد؛ لأنه اجتهد، وحاول، سددوا
وقاربوا.
«إنَّ طُولَ صَلاَةِ
الرَّجُلِ»، يعني: صلاة الجمعة.
«وَقِصَرَ
خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ»، يعني: علامة على فقهه،
يعني: على فهمه للسنة، وعمله بها، فدل: على أن تقصير الخطبة وإطالة الصلاة هذا من
الفقه في الدين.
وأما من عكس - كما
هو حال بعض الخطباء اليوم، الخطبة ساعة ونصف أو أكثر، والصلاة لا تستغرق ثواني،
يخففها جدًّا، ويقرأ فيها قراءة يسيرة -، هذا خلاف السنة، هذا خلاف السنة!
يعني: يقتصد فيهما، قصدًا، ىعني: يقتصد في الصلاة، ولا يطيلها إطالة هذا يبين الحديث الذي قبله: أن طول الصلاة المراد به الإطالة المناسبة، وأما الإطالة الشاقة، فلا.
([1])أخرجه: مسلم رقم (869).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد