×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُطِيلُ الصَّلاَةَ، وَيَقْصُرُ الْخُطْبَةَ» ([1]). رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ

 

وخطبته كذلك، خطبته عرفناها كلمات يسيرات مباركات مؤثرات؛ لأن المهم من الخطبة تأثيرها والانتفاع، ليس المهم كثرة الكلام وشغل الوقت.

هذا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أنه يطيل الصلاة إطالة مناسبة، لا تشق على المصلين، وأنه يقصر الخطبة تقصيرا غير مخل؛ بل تكون الخطبة جزلة مفيدة خفيفة على السامعين.

قوله رحمه الله: «وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ»»، هذا الذي ينبغي في إلقاء الخطبة، يعني: كيفية إلقاء الخطبة: أن يكون إلقاء الخطبة باهتمام وتأثير على السامعين؛ بأن يرفع صوته، وأن يبالغ في الموعظة والنصيحة والتحذير؛ كأنه منذر جىش.

«إذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ»، احمرت عيناه من التأثر صلى الله عليه وسلم؛ من حرصه على هداية الخلق واستقامتهم، فكان يتأثر في نفسه، ويؤثر على الحاضرين إذا رأوه، أما من يلقي الخطبة ببرود، هذا لا يؤثر في الناس؛ بل يغلب عليهم بالنوم، يلقيها ببرود وتماوت، هذا لا يؤثر في الناس، فدل على أهمية الإلقاء؛ إلقاء الخطبة.


الشرح

([1])أخرجه: النسائي رقم (1414).