وَعَلاَ صَوْتُهُ
وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ
وَمَسَّاكُمْ» ([1]). رَوَاهُ
مُسْلِمٌ وَابْنُ مَاجَهْ.
وَعَنْ حُصَيْنِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رضي الله عنه قَالَ: «كُنْتُ إلَى جَنْبِ عُمَارَةَ بْنِ
رُوَيْبَةَ، وَبِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ يَخْطُبُنَا،
«وَعَلاَ صَوْتُهُ»، هذا دليل على أنه
يرفع صوته؛ من أجل أن يبلغ الناس، ويؤثر فيهم، لا تكون بصوت منخفض.
«وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ»، اشتد غضبه لله عز
وجل، يشتد غضبه لله، هو كان صلى الله عليه وسلم يغضب لله.
«حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ
جَيْشٍ»، كان من عادة العرب؛ لأنهم إذا أقبل عليهم جىش معادٍ يريد أن يداهمهم، يأتي
النذير، فينذرهم قبل مجيء الجيش؛ حتى يستعدوا له، ولا يبغتهم الجيش.
الرسول صلى الله
عليه وسلم في خطبة الجمعة كان هكذا، كأنه منذر جىش يخشى أن يداهم الناس.
«يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ
وَمَسَّاكُمْ»، يعني: أنه قريب منكم، يأتيكم في الصباح، أو يأتيكم في المساء، فلا
يتهاونون في أمره.
بشر بن مروان بن الحكم من بني أمية كان أميرًا على هؤلاء، وكان إذا خطب، يرفع يديه في الدعاء.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد