وَعَنْ عَلِيٍّ
رضي الله تعالى عنه فِي حَدِيثٍ لَهُ قَالَ: «مَنْ دَنَا مِنْ الإِْمَامِ فَلَغَا
وَلَمْ يَسْتَمِعْ وَلَمْ يُنْصِتُ كَانَ عَلَيْهِ كِفْلٌ مِنْ الْوِزْرِ، وَمَنْ
قَالَ: صَهٍ، فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ لَغَا فَلاَ جُمُعَةَ لَهُ»، ثُمَّ قَالَ:
هَكَذَا سَمِعْت نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.
قوله: «مَنْ دَنَا
مِنْ الإِْمَامِ» كأنه يفهم منه أن البعيد الذي لا يسمع الخطبة أنه لا
يمنع من الكلام؛ لأنه لا يصل إليه صوت الخطيب.
«فَلَغَا وَلَمْ يَسْتَمِعْ
وَلَمْ يُنْصِتُ»، لغا، يعني: تكلم، إذا تكلم، فهذا من اللغو الباطل،
اللغو هو الباطل؛ ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ
ٱللَّغۡوَ﴾، يعني: كلام اللغو، ﴿أَعۡرَضُواْ
عَنۡهُ﴾ [القصص: 55]، فاللغو في الكلام
هو الكلام الباطل.
«كَانَ عَلَيْهِ
كِفْلٌ مِنْ الْوِزْرِ»، عليه كفل، يعني: نصىب، نصىب غليظ من الوزر، يعني: من
الإثم، كل هذا وعيد شديد على من حضر الخطبة ولم يستمع إليها.
«وَمَنْ قَالَ:
صَهٍ، فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ لَغَا فَلاَ جُمُعَةَ لَهُ»، من قال لغيره:
صَه، يعني: اسكت أو أنصت، فقد لغا، وإن كان يأمر بمعروف؛ لأن هذا الوقت ليس بوقت
كلام مطلقًا، حتى الأمر بالمعروف ورد السلام هذا لا يجوز حال الخطبة، فيجب أن
الحاضرين يتجهون إلى الخطيب، ويستمعون إليه.
«ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا سَمِعْت نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم »، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد