وَعَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِْمَامُ يَخْطُبُ فَهُوَ كَمَثَلِ الْحِمَارِ
يَحْمِلُ أَسْفَارًا، وَاَلَّذِي يَقُولُ لَهُ: أَنْصِتْ، لَيْسَ لَهُ جُمُعَةٌ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ.
قوله رحمه الله:
«وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِْمَامُ يَخْطُبُ فَهُوَ
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا»»، الذي يتكلم والإمام يخطب
كالحمار يحمل أسفارًا، يعني: تكلف الحضور؛ كما يتكلف الحمار حمل الأسفار، وهي
الكتب، الحمار لا يستفيد من الكتب التي يحملها، إلا التعب؛ ﴿مَثَلُ
ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ
أَسۡفَارَۢاۚ﴾ [الجمعة: 5]، مثله من يتكلم يوم
الجمعة والإمام يخطب، فإنه ينطبق عليه هذا المثل، وهذا للتنفير.
كما أن الحمار لا
يستفيد من الكتب، فكذلك هذا الذي تكلم والإمام يخطب لم يستفد من حضوره، ولغا أجره.
«وَاَلَّذِي يَقُولُ لَهُ: أَنْصِتْ، لَيْسَ لَهُ جُمُعَةٌ»، هذا سبق؛ أنه حتى الأمر بالمعروف لا يجوز في حال الخطبة، لا يقول لمن رآه يتكلم، مع أن الذي يتكلم يفعل منكرًا، ومع هذا لا ينكر عليه؛ لأن هذا يلفته ويصده عن استماع الخطبة، واستماعه للخطبة آكد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد