×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: جَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا عَلَى الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ النَّاسَ وَتَلاَ آيَةً، وَإِلَى جَنْبِي أُبَيّ بْنُ كَعْبٍ، فَقُلْتُ: يَا أُبَيّ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآْيَةُ؟ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، حَتَّى نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ أُبَيّ: مَا لَكَ مِنْ جُمُعَتِكَ إلاَّ مَا لَغَيْتَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «صَدَقَ أُبَيٌّ، فَإِذَا سَمِعْت إمَامَكَ يَتَكَلَّمُ فَأَنْصِتْ حَتَّى يَفْرُغَ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ.

 

  هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يخطب، كان رجلٌ إلى جنب أُبَيٌّ بن كعب رضي الله عنه قارئ الصحابة المشهور، الذي له اختصاص بحفظ القرآن وقراءته، وكان يعرف أسباب النزول وأمكنة النزول، له عناية بالقرآن الكريم، مختص كما يقولون الآن: هذا متخصص في علوم القرآن.

سأله: أين نزلت هذه الآية، يعني: في أي مكان نزلت؟ هذا سؤال علمي، ومع هذا لم يكلمه أُبَيٌّ رضي الله عنه، ثم أعاد السؤال، فلم يكلمه. فلما فرغت الصلاة بيَّن له سبب عدم إجابته له؛ أن هذا وقت محرم، لا يجوز الكلام فيه، وهو وقت استماع الخطبة. فشق ذلك على الرجل، وذهب يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم صوب ما قاله أُبَيٌّ بن كعب رضي الله عنه، فهذا فيه تعليم الجاهل، لكن ليس في حال الخطبة، ولكن يعلم بعد الخطبة، بعد أن يزول المحظور.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (21730).