×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُنَا، فَجَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ،


هذا فيه: أنه يجوز للإمام أثناء الخطبة، يجوز له أن ينزل عن المنبر لحاجة، يقطع الخطبة لحاجة، وأنه يتكلم - أيضًا - في أثناء الخطبة، فالإمام يستثنى كما استثناه المصنف في الترجمة.

النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يخطب، جاء الحسن والحسين رضي الله عنهما ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنه من فاطمة رضي الله عنها، وكانا صبيين صغيرين يتعثران، يعني: يسقطان من الضعف، فرق لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحنا عليهما، فنزل عن المنبر، وحملهما، وجعلهما عنده على المنبر، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، إنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ، نَظَرْتُ إلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِر حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا»، فالنبي صلى الله عليه وسلم نزل من على المنبر لحاجة، وحمل الصبيين، وتكلم أثناء الخطبة، هذا يدل على أنه يجوز للخطيب أن يفعل مثل هذا عند الحاجة. ومثله: تحذير من يخاف عليه من الوقوع في هلكة؛ كأن ترى مثلا أعمى مقبلاً على حفرة، أو على بئر، أو على هلكة خطيرة، أو على نار، فلك أن تتكلم، وأن تجنبه هذا الخطر؛ لأن هذه حالة إسعافية، والنبي صلى الله عليه وسلم أخذ هذين الصبيين، ولو تركهما، لتضررا من السقوط والتعب.

وفيه: رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان والصغار والضعفاء.


الشرح