فَنَزَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْمِنْبَرِ، فَحَمَلَهُمَا فَوَضَعَهُمَا بَيْن
يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، إنَّمَا أَمْوَالُكُمْ
وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ، نَظَرْتُ إلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ
وَيَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِر حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا» ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ.
وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْزِلُ مِنْ
الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيُكَلِّمُهُ الرَّجُلُ فِي الْحَاجَةِ
فَيُكَلِّمُهُ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ إلَى مُصَلاَّهُ فَيُصَلِّي» ([2]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ.
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل من المنبر إذا احتاج إلى النزول، فيُسأل في أثناء نزوله عن مسألة علمية، فيجيب السائل، ثم يعود، ويواصل حديثه صلى الله عليه وسلم، هذا من خصائص الخطيب؛ أن له ذلك، أنه ينزل للحاجة عن المنبر، وأنه إذا سئل يجيب السائل، وأما المأموم، فلا يتكلم كما سبق في قصة أبي بن كعب رضي الله عنه مع الذي سأله، هذا خاص بالخطيب.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1109)، والترمذي رقم (3774)، والنسائي رقم (1413)، وابن ماجه رقم (3600)، وأحمد رقم (22995).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد