وَعَنْ جَابِر رضي
الله عنه قَالَ: «شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعِيدِ،
فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلاَ إقَامَةٍ، ثُمَّ
قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلاَلٍ، فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهَ، وَحَثَّ عَلَى
الطَّاعَةِ، وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى
النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ» ([1]). رَوَاهُ
مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.
وَفِي لَفْظٍ
لِمُسْلِمٍ: «فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ فَأَتَى النِّسَاءَ فَذَكَّرَهُنَّ» ([2]).
وقوله: «نَزَلَ»
يدل على أن خطبته كانت على شيء عالٍ.
«كانت على شيء عال»، يعني: ليست على
منبر، كانت على شيء مرتفع من الأرض؛ لأن هذا أبلغ في التبليغ، لكن لم يكن هناك
منبر للعيد، إنما هذا شيء حدث في عهد مروان.
والآن توجد منابر للعيد، مضت العادة في هذا، ولم تنكر، والأمر سهل في هذا، الأمر في هذا سهل، إنما المنكر أن تقدم الخطبة على صلاة العيد، هذا هو المنكر، وأما مسألة أنه يخطب على منبر، أو على الأرض، أو على مرتفع، فالأمر في هذا سهل، وإن كان الأفضل ألا يخطب على منبر.
([1])أخرجه: مسلم رقم (885).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد