قَالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ
اسْمِهِ، فَقَالَ: «أَلَيْسَتْ الْبَلْدَةُ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ
دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا،
فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبّكُمْ،
أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغْ
الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلاَ تَرْجِعُوا
بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.
حرام، هذه حرمات
عظيمة مثل الحرمات التي هم فيها؛ الشهر، واليوم، والبلد حرمات عظيمة.
«كَحُرْمَةِ
يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا»، فلا يتساهل في هذه
الأمور، تحترم أموال الناس، تحترم أعراضهم، ومن باب أولى تحترم دماؤهم، لا يتساهل
في هذا.
ثم قال: «فَلاَ
تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا»: المراد بالكفر هنا الكفر الأصغر، «يَضْرِبُ
بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ»، فسباب المسلم كما قال صلى الله عليه وسلم: «سِبَابُ
الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» ([2])، يعني: كفر أصغر،
لا يخرج من الملة، لكنه عظيم وخطير، لا يقال: «هذا كفر أصغر، وسهل وهين، لا
يخالف»، لا، الكفر عظيم، وإن كان أصغر، لا يتهاون به المسلم.
«فَلاَ تَرْجِعُوا
بَعْدِي كُفَّارًا»، ليس الكفر الأكبر والردة، لا.
«يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ»، فقتل النفس بغير حق كفر خطير جدًّا.
([1])أخرجه:
البخاري رقم (1741).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد