انْصَرَفُوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ، وَجَاءَتْ
الطَّائِفَةُ الأُْخْرَى فَصَلَّى بِهِمْ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ
صَلاَتِهِ ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا، فَأَتَمُّوا؛ لأَِنْفُسِهِمْ فَسَلَّمَ بِهِمْ»، كل طائفة أدركت
معه ركعة: الأولى حظيت بتكبيرة الإحرام، والثانية حظيت بالتسليم مع الرسول صلى
الله عليه وسلم.
وصلاة الخوف شرعها
الله سبحانه وتعالى لعباده، ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ
فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم﴾ [النساء: 102]؛ لأن المشركين
قالوا: انتظروا بهم حتى ىدخلوا في الصلاة، ثم انقضوا عليهم؛ فإن اللهم صلاة يدخلون
فيها لا يتركونها أبدًا، فنزل جبريل عليه السلام من عند الله بصلاة الخوف.
فالنبي صلى الله عليه وسلم صلاها؛ كما أمره الله سبحانه وتعالى بواسطة جبريل عليه السلام، فتعجبوا من هذا، تعجب المشركون من هذا النظام الدقيق، ولهذا يقول أحمد رحمه الله: «ثبتت صلاة الخوف عن الرسول صلى الله عليه وسلم بصفات كلها جائزة، وأما حديث سهل، فأنا أختاره؛ لأنه يوافق الآية» ([1])، هذا النوع الأول؛ إذا كان العدو في جهة القبلة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد