عَنْ ابْنِ عُمَرَ
رضي الله عنهما فِي حَدِيثٍ لَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«لَمْ يُنْقِصْ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ،
وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ
«أُخِذُوا بِالسِّنِينَ»، السنين: جمع
سنة، وهي الجدب، الجدب يسمى سنة؛ «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ
كَسِنِي يُوسُفَ» ([1]).
«وَشِدَّةِ
الْمَئُونَةِ»، شدة المؤونة بنزع البركة من الناس، وتشتد المؤونة بحيث أنهم لا
يجدون ما ينفقون على أنفسهم ولا على أولادهم.
«وَجَوْرِ السُّلْطَانِ»،
وجور السلطان وولي الأمر؛ يسلطه الله عليهم، فيشتد عليهم في بعض الأمور، والجور ضد
العدل، فهذه عقوبات، كل عقوبة لها سبب.
وتطفيف المكاييل
والموازين هذا كبيرة من كبائر الذنوب؛ قال تعالى: ﴿وَيۡلٞ
لِّلۡمُطَفِّفِينَ ١ ٱلَّذِينَ إِذَا
ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ ٢ وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ يُخۡسِرُونَ ٣ أَلَا يَظُنُّ أُوْلَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ ٤ لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ ٥ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ
لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [المطففين: 1- 6]، هذا وعيد شديد لمن
طفف المكيال والميزان.
شعىب صلى الله عليه
وسلم قال لقومه: ﴿وَيَٰقَوۡمِ أَوۡفُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا
تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ﴾ [هود: 85]، هذا جرم عظيم.
ومن ذلك الغش في السلع هذا تطفيف ونقص في حق الناس، غش السلع أو الأخذ من الأكياس أكياس الطعام -، يحتالون ويستخرجون
([1])أخرجه: البخاري رقم (6200)، ومسلم رقم (675).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد