وَعَنْهُ أَيْضًا
قَالَ: «رَأَيْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي قَالَ:
فَحَوَّلَ إلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو ، ثُمَّ
حَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ ([1])، رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ،
وَلَمْ يَذْكُرْ الْجَهْرَ بِالْقِرَاءَةِ.
وَعَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَسُئِلَ عَنْ الصَّلاَةِ فِي الاِسْتِسْقَاءِ فَقَالَ:
«خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَاضِعًا مُتَبَذِّلاً
مُتَخَشِّعًا مُتَضَرِّعًا ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي
الْعِيدِ لَمْ يَخْطُبْ خُطْبَتَكُمْ هَذِهِ» ([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.
هذا فيه: دليل على أن الخطبة
والدعاء قبل الصلاة؛ كما ترجم له المؤلف رحمه الله، فصلاة الاستسقاء تكون قبل
الخطبة، وهذا هو الأكثر، أو بعد الخطبة، كلاهما جائز.
«ثُمَّ صَلَّى
رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ»، هذا فيه: أن صلاة الاستسقاء
يجهر فيها بالقراءة كالجمعة والكسوف.
«خَرَجَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »، خرج، يعني: إلى المصلى.
«مُتَوَاضِعًا
مُتَبَذِّلاً»، يعني: لا يلبس ثياب زينة مثل الجمعة ومثل العيد؛ بل يخرجون يصلون
الاستسقاء، ويظهرون الذل والحاجة، فلا يلبسون لباس الزينة؛ بل لباس البذلة.
«مُتَخَشِّعًا
مُتَضَرِّعًا»، متضرعا إلى الله عز وجل.
«فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ لَمْ يَخْطُبْ خُطْبَتَكُمْ
([1])أخرجه: البخاري رقم (1025)، ومسلم رقم (894).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد