وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: «أتىَ أَعْرَابِيٌّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ هَلَكَتْ الْمَاشِيَةُ، وَهَلَكَتْ الْعِيَالُ، وَهَلَكَ النَّاسُ؛
فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيهُ يَدْعُو ، وَرَفَعَ النَّاسُ
أَيْدِيَهُمْ مَعَهُ يَدْعُونَ؛ قَالَ: فَمَا خَرَجْنَا مِنْ الْمَسْجِدِ حَتَّى
مُطِرْنَا» ([1]) مُخْتَصَرٌ مَنْ
الْبُخَارِيِّ .
وَعَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ مَا
يَتَزَوَّدُ لَهُمْ رَاعٍ، وَلاَ يَخْطِرُ لَهُمْ فَحْلٌ، فَصَعِدَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا
غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا طَبَقًا غَدَقًا عَاجِلاً غَيْرَ رَائِثٍ».
ثُمَّ نَزَلَ فَمَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ مِنْ وَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ إلاَّ قَالُوا:
قَدْ أُحْيِينَا ([2]). رَوَاهُ ابْنُ
مَاجَهْ.
فهذا فيه: دليل على أنه يجوز
تكليم الإمام في الخطبة، الكلام في خطبة الجمعة حرام، ولا يجوز، ولكن هذا مستثنى؛
أنه يجوز لأحد المأمومين أن يكلم الخطيب في طلب حاجة أو سؤال عن حكم؛ لأن هذا
الرجل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله، فدعا الله عز وجل.
وفيه: دليل على قرب
الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه، وأن الله يستجيب دعاءه، فبمجرد ما رفع النبي
صلى الله عليه وسلم يديه، ودعا ربه، نزل المطر، نزل المطر بإذن الله.
وهذا نوع آخر من الاستسقاء؛ أنه دعا من غير صلاة -لا قبل الدعاء، ولا بعده-، صعد المنبر، ودعا الله عز وجل، فاستجاب الله دعاءه، وأغاث المسلمين.
([1])أخرجه:
البخاري رقم (1029).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد