وَعَنْ عُبَيْدِ
بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: «هِيَ سَبْعٌ». فَذَكَرَ مِنْهَا:
«وَاسْتِحْلاَلُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ
قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا» ([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد.
قوله رحمه الله: «أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: «هِيَ سَبْعٌ». فَذَكَرَ مِنْهَا:
وَاسْتِحْلاَلُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا»،
استحلال البيت الحرام، يعني: حرمة البيت الحرام، الله جل وعلا حرم البيت الحرام،
وعظم شأنه، فلا يجوز أن يعتدي في حقه، وتنتهك حرمته، فمن فعل ذلك، فقد ارتكب كبيرة
من أكبر الكبائر؛ لأن الله جل وعلا حرم، قال جل وعلا: ﴿وَمَن
يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، ﴿وَمَن
يُعَظِّمۡ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ﴾ [الحج: 30]، ﴿وَمَن
يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
البيت الحرام له
حرمة عظيمة؛ من ذلك أنه يجب تطهيره، يطهر من الشرك ومن البدع والمحدثات، ويطهر من
النجاسات الحسية، ويهيأ للطائفين والعاكفين والركع السجود، فلا يمتهن المسجد
الحرام والكعبة.
«وَاسْتِحْلاَلُ
الْبَيْتِ الْحَرَامِ»، يعني: استحلال حرمته.
«قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً
وَأَمْوَاتًا»، هذا الشاهد من الحديث: «قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا»، في
الحياة تستقبلونه في الصلاة والدعاء.
«وَأَمْوَاتًا»، يعني: الميت يوجه إليه، المحتضر يوجه إليه، وهذا محل الشاهد، وفي القبر - أيضًا - الميت إذا وُضِع في قبره،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2875).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد