×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إذَا حَضَرْتُمْ مَوْتَاكُمْ فَأَغْمِضُوا الْبَصَرَ، فَإِنَّ الْبَصَرَ يَتْبَعُ الرُّوحَ، وَقُولُوا خَيْرًا

 

يوجه إلى القبلة، فهو قبلتكم أحياءً في الصلاة والعبادة، وأمواتا عند الاحتضار وفي القبر.

كذلك من أحكام المحتضر: أنه إذا مات وقُبِضت روحه، فإنه تجحظ عيناه، وتنفتح. وقد بين صلى الله عليه وسلم سبب ذلك قال: «إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ» ([1])، ينظر إلى الروح، ثم لا يعود البصر بعد ذلك، فلا يترك مفتوح العينين؛ بل تغمض عيناه، وترد إلى حالها، هذا من أحكام الجنازة: تغميض الميت.

«وَقُولُوا خَيْرًا»، كذلك لا يكون هناك نياحة، ولا جزع، ولا تسخط؛ كما تفعله الجاهلية ومن يقتدي بهم؛ من النياحة، ولطم الخدود، وشق الجيوب، وتعداد محاسن الميت، فهذا هو النياحة، وهي كبيرة من كبائر الذنوب ومن أفعال الجاهلية. بل يقولون خيرًا؛ ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ [البقرة: 156]، واللهم اجبرنا في مصيبتنا، واخلف علينا خيرًا منها، ونحوًا من هذا الكلام الطيب، ولا يقال النياحة والكلام السيء الذي يكون فيه تسخط لقضاء الله وقدره، ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ [البقرة: 155- 156].


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (920).