فَأَمَرَنَا
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ بِهَا رَأْسَهُ وَنَجْعَلَ
عَلَى رِجْلَيْهِ شَيْئًا مِنْ الإِْذْخِرِ» ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلاَّ ابْنَ مَاجَهْ.
فلما جاءت وقعة أحد،
استشهد فيها رضي الله عنه، فأرادوا أن يكفنوه، فلم يجدوا معه، إلا نمرة صغيرة، لا
تضفي عليه، لا تضفي على جسده، إن وضعوها على رأسه، بدت رجلاه، وإن وضعوها على
رجليه، بدا رأسه رضي الله عنه.
فأمرهم النبي صلى
الله عليه وسلم أن يجعلوها على رأسه؛ لأن الرأس أشرف الجسم، وأن يجعلوا على بقية
الجسم من الإذخر، وهو نبات، النبات المعروف من الإذخر، نبات لين معروف في مكة
والمدينة.
فدل هذا: على أن جسم
الميت يغطي بما يتيسر، حتى ولو بالحشيش والإذخر، ولا يترك مكشوفًا.
وهذا -أيضًا-: يدل على
أن الشهيد يكفن بثيابه، فهذا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه عم الرسول صلى الله
عليه وسلم سىد الشهداء، استشهد في أحد رضي الله عنه، فلم يجدوا معه ما يكفنونه به،
إلا شيئًا يسيرًا من اللباس؛ مثل قصة مصعب بن عمير رضي الله عنه، إذا وضعوه على
رأسه، بدت رجلاه، وإذا وضعوه على رجليه، بدا رأسه، فقال لهم النبي صلى الله عليه
وسلم أن يصنعوا مثل ما صنعوا بمصعب بن عمير.
هذا دليل: على قلة يد الصحابة رضي الله عنهم، وأنهم ليس عندهم ثروات وأموال، ليس عندهم إلا الشيء اليسير بقدر الحاجة أو أقل من الحاجة، زوىت عنهم الدنيا.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1276)، ومسلم رقم (940).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد