×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا» ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ..

وَالنَّسَائِيُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوا الْمُحْرِمَ فِي ثَوْبَيْهِ اللَّذَيْنِ أَحْرَمَ فِيهِمَا  وَاغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ  وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ

 

ثم علل صلى الله عليه وسلم ذلك بأن «اللَّهَ تعالى يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا»، أي: على الصفة التي مات فيها؛ عليه ثياب إحرامه، مكشوف الرأس، يلبي يقول: لبيك اللهم لبيك.

هذا فيه: دليل على أن المحرم إذا مات في إحرامه أنه يجنب هذه الناس الأشياء؛ لأنه لا يزال محرمًا إلى يوم القيامة، إلى يوم القيامة وهو محرم، ويبعث يوم القيامة محرمًا؛ بىانًا لشرف هذا المظهر العظيم، يلاقي ربه به.

وفيه: دليل على أنها لا تقضى ولا يناب عنه في بقية أعمال الحج؛ بل هو باق فيها، لا يحتاج إلى نيابة.

قوله رحمه الله: «وَالنَّسَائِيُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوا الْمُحْرِمَ فِي ثَوْبَيْهِ اللَّذَيْنِ أَحْرَمَ فِيهِمَا»»، يعني لا تغير ثيابه، تترك عليه ملابس الإحرام: إزار والرداء.

«وَاغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ»، السدر معروف، هو الشجر المعروف، ورقه منظف، إذا دُق واغتسل به، فإنه ينظف الجسم، وينظف اليدين.

«وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ»، ثوبي الإحرام: الإزار والرداء.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1266)، ومسلم رقم (1206).