رابعًا: ترك الإمام الصلاة على الغال وقاتل نفسه.
لا يعلمها إلا الله،
يتحرك الإنسان بها، ويسمع ويبصر ويمشي، لكن هل تعرف الروح ما هي؟ لا تعرف، هي بأمر
الله سبحانه وتعالى.
هؤلاء هم الذين لا
يصلى عليهم:
الغال: الذي يغل من
الغنيمة، يأخذ منها قبل القسمة، هذا لا يصلي عليه الإمام.
وكذلك قاتل نفسه،
الذي يقتل نفسه، لا يصلي عليه الإمام، الذي يقتل نفسه بسم، بحديدة، بإسقاط نفسه من
جبل، ينتحر، يسمونه الانتحار، أو العمليات الاستشهادية؛ كما يسمونها، وهي عمليات
ليست استشهادية، عمليات لا تجوز؛ قتل للنفس، الله جل وعلا يقول: ﴿وَلَا
تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [النساء: 29]، وهذا ليس بشهىد؛
كما يسمونه بشهيد الاستشهاد نقول: لا، هذا ليس استشهادًا، هذا قتل للنفس، ومن قتل
نفسه، فهو متوعد بالنار، ﴿وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ
عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا﴾ [النساء: 30]، الإنسان لا يقتل
نفسه أبدًا، لا يقتل نفسه تحت أي ظرف، لا يقتل نفسه، ولكن يقتل، الشهيد الذي يقتل
في سبيل الله هذا هو الشهيد، يُقتل، ولم يقل: يَقتل نفسه، ينبغي أن يعرف هذا؛
لأنهم لبسوا على الناس الآن بهذه الأمور.
قوله رحمه الله:
«ترك الإمام الصلاة على الغال وقاتل نفسه»، بأي سبيل لا يجوز للإنسان
أن يقتل نفسه، لكن يقاتل في سبيل الله، فيقتل نعم، هذا شهىد، يُقتل عدوانًا
وظلمًا، هذا أيضًا - لم يقتل نفسه، وإنما قُتِلَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد