عَنْ زَيْدِ بْنِ
خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً مِنْ الْمُسْلِمِينَ تُوُفِّيَ
بِخَيْبَرَ، وَأَنَّهُ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
«صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ» ، فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ الْقَوْمِ لِذَلِكَ؛ فَلَمَّا رَأَى الَّذِي بِهِمْ قَالَ: «إنَّ
صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ،
﴿وَمَا
كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ
ٱلۡقِيَٰمَةِۚ﴾ [آل عمران: 161]، فضيحة له.
الغنيمة لا يجوز
لأحد من الغزاة أن يأخذ منها، إلا ما يعطى من القسمة، هذا حكمها، وأما من يكتم
منها شيئا، هذا غال - والعياذ بالله -، وهذا كبيرة من كبائر الذنوب، الرسول صلى
الله عليه وسلم لم يصلِّ عليه؛ لأن ذنبه عظىم؛ ردعًا له للغال في سبيل الله، فلا
يصلي عليه الإمام، ولكن لا تترك الصلاة عليه؛ لأنه مسلم، لا تترك الصلاة عليه،
يصلي عليه سائر الناس.
«فقال: «صَلُّوا
عَلَى صَاحِبِكُمْ»»، لم يقل: لا يصلى عليه؛ بل يصلى عليه، لكن لا يصلي
عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والإمام، إمام المسلمين لا يصلي عليه.
«فَتَغَيَّرَتْ
وُجُوهُ الْقَوْمِ لِذَلِكَ»، لأنهم يريدون له الخير، لماذا لم يصلِّ عليه الرسول
صلى الله عليه وسلم ؟ تعجبوا، تعجبوا، فتبين أنه غال في سبيل الله.
«فَلَمَّا رَأَى الَّذِي بِهِمْ قَالَ: «إنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»»، ىعني: الله أخبره، الله أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك، وإلا هذا أمر خفي، لكن الوحي فضح هذا الرجل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد