×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ  فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا» ([1]).

 

النجاشي: هو ملك الحبشة، لقب لمن ملك الحبشة، يقال له: نجاشي، ومن ملك الروم يقال له: قىصر، ومن ملك الفرس يقال: له كسرى، ومن ملك القبط يقال له: فرعون، هذه ألقاب للولاة.

فالنجاشى هذا لقبه، سُمِيَ بذلك؛ لأنه ملك الحبشة، وأما أصحمة، فهو اسمه، اسمه أصحمة، وهذا الرجل الصالح كان نصرانيًا، فلما اشتد الأذى على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة من المشركين؛ أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة، أي: الانتقال إلى الحبشة، وقال: «إِنَّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَلِكًا لاَ يُظْلَمُ أَحَدٌ عِنْدَهُ» ([2])، يعني: النجاشي، وهو نصراني.

فهاجروا إليه؛ فرارًا بدينهم - وهذه الهجرة الأولى -؛ فرارًا بدينهم من أذى المشركين، فالنجاشي استقبلهم، ووسع لهم، ووجدوا عنده الراحة، فبقوا عنده؛ ليسلموا من أذى قريش.

وفيهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانوا يزورون النجاشي، وقرأ جعفر رضي الله عنه عنده القرآن، قرأ الآيات التي في شأن المسيح عىسى بن مرىم؛ لأن النصارى يغلون فيه، ويقولون: ابن الله، ثالث ثلاثة، يغلون في المسيح.

فقرأ جعفر بن عبد المطلب رضي الله عنه على النجاشي الآيات التي نزلت في شأن المسيح وبيان أنه ليس ابنًا لله، وإنما هو عبد الله ورسول أرسله


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1334)، ومسلم رقم (952).

([2])أخرجه: البيهقي في الكبرى رقم (17734).