وَفِي لَفْظٍ
قَالَ: «تُوُفِّيَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ الْحَبَشِ فَهَلُم فَصَلُّوا
عَلَيْهِ فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ، قَالَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم وَنَحْنُ صُفُوفٌ» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِمَا.
الله مثل الآيات التي في سورة مريم عن المسيح،
فلما سمعها النجاشي، قال: «إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة»،
فأسلم، وحسن إسلامه.
هذا سبب إسلام
النجاشي؛ أنهم قرؤوا عليه القرآن في شأن المسيح، ولما وافق القرآن ما في التوراة
والإنجيل في وصف المسيح، عند ذلك أيقن أن هذا من عند الله، وقال: «مَا عَدَا
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ» ([2]).
فأسلم النجاشي رحمه
الله، وحسن إسلامه، وزاد رحمة وعطفًا على المسلمين؛ لأنه صار من إخوانهم، فبقوا
عنده إلى أن بلغهم أن قريشًا قد أسلموا، فعادوا إلى مكة، ووجدوا أن هذا الخبر غير
صحيح، لكنهم بقوا في مكة، وصبروا على الأذى، ثم أذن لهم صلى الله عليه وسلم،
فهاجروا إلى الحبشة الهجرة الثانية لما اشتد أذى قرىش عليهم.
هذه قصة إسلام
النجاشي رحمه الله، لكنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم، فهو يعد من التابعين،
يعد من التابعين الذين لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين.
فلما مات النجاشي، وهو في أرض الحبشة، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بموته بواسطة الوحي في اليوم الذي مات فيه، فأخبر أصحابه بذلك، وخرج بهم إلى المصلى، فصلوا عليه صلاة الجنازة رحمه الله.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1320)، ومسلم رقم (952).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد